vendredi 13 mars 2009

هيلاري كلينتون تروج لحكومتها


بدأت هيلارى كلينتون كوزيرة خارجية فى ادارة باراك اوباما الجديدة جولتها فى منطقتى الشرق الاوسط واوربا اول مارس الجارى اذ انه من المقرر زيارة مصر واسرائيل وفلسطين .وان جولتها الرئيسية تهدف بالاضافة الى مشاركتها فى المؤتمر الدولى حول اعادة اعمار قطاع غزة الى دفع عجلة المفاوضات الفلسطينية / الاسرائيلية . هدف جولة هيلارى هذه هو ترجمة تعهد ادارة اوباما بالسياسة الجديدة ازاء الشرق الاوسط الى امر واقع .ولقد قال اوباما عند منافسات الانتخابات الرئاسية الامريكية انه سوف يسعى فى اعقاب دخوله الى البيت الابيض بسبب الفوز بهذه الانتخابات الرئاسية يسعى فى اول وهلة من الوقت الى العمل لدفع المفاوضات الفلسطينية/ الاسرائيلية وقوبل ذلك بالترحاب من قبل الرأى العام الاقليمى فى منطقة الشرق الاوسط غير ان الاخير كان يتخوف من ان هذا ليس الا ما تفوه اوباما به فقط . وان الازمة المالية التى تتورط اميركا فيها بعمق اجبرت فريق اوباما الجديد للعمل على توجيه مزيد من طاقته لمعالجة الشئون الاقتصادية داخل البلاد وعلى تقليص تدريجى لاستراتيجته الخارجية وعليه فمن الصعب ان تدرج الشئون الشرق اوسطية فى مقدمة اولويات عمل اوباما .ويبدو ان اوباما لم يكن ينسى العمل على ترجمة تعهده بالسياسة الامريكية الجديدة ازاء المنطقة الى امر واقع واظهر نيته لدفع عجلة حل الملف الشرق اوسطى على الاقل فى الوقت الذى طرحه فيه حزمة خطط محفزة للاقتصاد المحلى . وبعث اوباما الان بوزيرة الخارجية هيلارى الى زيارة كل من فلسطين واسرائيل بعد ما اعلن فى نهاية فبراير الماضى عن استراتيجيته الجديدة القاضية بانجاز سحب القوات الامريكية من العراق قبل نهاية اغسطس العام القادم . وبجملة القول ان حماية مصلحة اميركا الحيوية فى منطقة الشرق الاوسط وتوطيد حق اميركا فى المكانة القيادية والتكلم فى سياق الشئون الاقليمية فى المنطقة , هذه بمثابة تفكير ادارة اوباما الاستراتيجى فى تشديد دبلوماسيتها ازاء الشرق الاوسط وتعد نواة ونقطة انطلاق لسياستها الجديدة فى المنطقة ايضا على ما يبدو . ويمكن تلخص هذه السياسة فى عدة خصائص كالاتى :اولها هى مواصلة اللعب بورقة " التحول "ونبذ القديم وطرح الجديد بكل ما يأتى من قوة فى سياق ملف الشرق الاوسط لترميم صورة اميركا التى خربها سلف اوباما فى المنطقة . وربما يحتمل ان يتخذ اوباما سياسة معتدلة لاعادة بناء صورة اميركا والارتقاء بقوتها المؤثرة فى المنطقة . وهذا يتفق تماما مع شعار " التحول " الذى يدعو اوباما اليه .وثانيها هى اخذ منطقة الشرق الاوسط ككيان كلى بحيث تسعى ادارة اوباما الى دفع عجلة المفاوضات الفلسطينية/ الاسرائيلية لتحقق تقدما بينما تؤكد على اهمية الاحتكاك بكافة الدول فى المنطقة فى الوقت الذى يجرى فيه انسحاب القوات الامريكية من العراق . ولاجل الوصول الى هذا الهدف ربما يعظم اوباما فى المستقبل وتيرة الامكانيات الدبلوماسية والسياسية فى المنطقة . وقد اكد اوباما على ان اميركا فى حاجة الى السعى وراء ايجاد " سبل اذكى واكثر ديمومة وشاملة "لضمان اكيد لامن وسلامة العراق والمنطقة كلها ويجب ان تحتاج اميركا الى الاحتكاك الشامل مع ايران وسورية وغيرهما . ويمكن الملاحظة بان دفع عجلة حل الملف الشرق اوسطى من خلال الاوجه المختلفة يصبح توجها جديدا تسعى ادارة اوباما الجديدة اليه .وثالثها هى تليين لون الاحادية والاستعانة المناسبة بالقوى المتعددة الجوانب لحشر الانف فى الشئون الاقليمية فى منطقة الشرق الاوسط . ولامتصاص الدروس والعظ الماضية فى الشئون الاقليمية فى المنطقة وعلى ضوء الشرط المسبق للضمان الاكيد لسلطة اميركا القيادية فى الشئون المعنية بفلسطين واسرائيل فمن البدهى ان يظهر اوباما التسامح مع سائر الاطراف التى تود الانضمام الى هذا الجهد سعيا وراء حل المعضلة الشرق اوسطية بالجهود المشتركة . وان تكرار زيارة كبار الموظفين لكل من روسيا والاتحاد الاوربى الى الشرق الاوسط خلال الاونة الاخيرة وحصوله على ترحاب اميركا اوضح هذه النقطة. ان الرأى العام الاقليمى فى منطقة الشرق الاوسط يعقد املا معينا على جولة هيلارى الحالية فى المنطقة لكن بعض الخبراء قال فى حذر ويقظة ان سياسة اوباما الجديدة ازاء الشرق الاوسط بدأت خطوتها انفا وهذا فى حاجة الى الرصد والترقب . ولا يمكن لوزيرة الخارجية الامريكية ان تتم حل الملف الفلسطينى/ الاسرائيلى اعتمادا على زيارة او زيارتين ذلك لان جذورالملف مضروبة بعمق وتوطد وكذلك دفع المفاوضات السلمية بين فلسطين واسرائيل فى حاجة الى الحكمة السياسية التامة النضوج والى الصبر الثابت والدائم وصدر التسامح اضافة الى حاجة الى دراسة الوضع وتقدير التطورات الممكنة والى البحث المضبوط عن نقطة تركز القوة ومنطلق القوة .

اسرائيل تعطل مفاوضات التهدئة بملف شاليط

شدد الرئيس المصري حسني مبارك على ضرورة التوصل إلى اتفاق للتهدئة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس رافضا ربط التهدئة بموضوع الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط و قال "إن مصر لن تغير من موقفها إزاء إرساء التهدئة" معتبرا أن موضوع الجندي الإسرائيلي شاليط "هو موضوع منفصل ولا يمكن ربطه بأي وجه بالمفاوضات المتواصلة للتوصل إلى التهدئة لإنهاء معاناة سكان القطاع"..
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت أعلن الأحد أن الإفراج عن الجندي شاليط المحتجز في غزة بات يتصدر كل الاولويات وحتى الأهداف التي حددتها إسرائيل من هجومها على غزة. وقال أولمرت في لقاء بالقدس مع رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية "لن نسمح بفتح معابر غزة بالتأكيد قبل أن يعود شاليط إلى الوطن". وأضاف أولمرت أن ملف شاليط يقف في طليعة سلم الأولويات، يليه وضع حد لتهريب السلاح إلى القطاع, ثم وقف مطلق لما وصفه بالأنشطة المعادية من قبل حركة حماس انطلاقا من غزة.

في المقابل قالت حماس إنها لا تمانع في التوافق الزمني بين التهدئة وإنهاء صفقة الجندي شاليط, بشرط استجابة إسرائيل لشروطها كاملة.
وقال ممثل
حماس في لبنان أسامة حمدان "إذا استجاب الإسرائيليون لمطالب الحركة في إطلاق الأسرى الذين تريد حماس إطلاقهم يمكن أن يخرج شاليط في اللحظة نفسها" وأوضح حمدان أن الأمور لا تزال على النحو الذي كانت عليه, مضيفا "لا نستطيع أن نعلن الكثير من التفاؤل, خاصة في ظل تراجع العدو عما يتم الاتفاق عليه".
هذا وقد اعلنت حركة حماس موافقتها المبدئية على تهدئة لمدة عام ونصف العام يتم بمقتضاها فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل ووقف العمل العسكري والعدوان بكل أشكاله".
و قال الرئيس الفلسطيني
محمود عباس "إن الحوار القادم بيننا وبين الإسرائيليين يجب ان يسبقه وقف كامل للاستيطان وازالة الحواجز وعودة القوات الاسرائيلية الى ما قبل 28 سبتمبر عام ألفين حسب خطة خارطة الطريق"، وأعلن عن دعمه لعقد مؤتمر دولي للسلام في موسكو في النصف الاول من العام الجاري، كاشفا عن أن الوضع المالي للسلطة الفلسطينية صعب للغاية.
وكان الرئيس عباس استقبل في مقر المقاطعة في رام الله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي كان أجرى الأحد لقاءات مع القيادة الاسرائيلية ليخرج بانطباع ان اسرائيل راغبة بالسلام الا انه دعا لانتظار الخطوات الملموسة من قبل الحكومة القادمة مؤكدا على تصميم روسيا على عقد مؤتمر موسكو للسلام في الشرق الأوسط.
وبدوره فقد دافع
لافروف عن قرار روسيا إقامة اتصالات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشددا على أن هذه الاتصالات لم تتوقف إطلاقا، وقال "لقد اثبت الزمن والتطورات اللاحقة بأننا كنا على صواب باتخاذنا القرار بإقامة هذه الاتصالات مع حركة حماس، ففي ظروفنا هذه فان هناك عدد متزايد من بين شركاؤنا الغربيين الذين يعترفون بان عدم إقامة اتصالات مع هذه الحركة أمر مضر، وبالنسبة لنا فإننا نواصل ونستمر في هذه الاتصالات معها".
و على
الصعيد الميداني استشهد فلسطينيان وأصيب خمسة آخرون في قصف إسرائيلي على قطاع غزة في حين أعلن جيش الاحتلال سقوط صاروخين محليي الصنع في منطقتين جنوب إسرائيل.
وقالت مصادر طبية إن مواطنا فلسطينيا استشهد في قصف مدفعي إسرائيلي على بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأضافت أن قذيفة مدفعية أطلقها جيش الاحتلال سقطت على بيت الشهيد بمنطقة العطاطرة. كما أوضحت أن الهجوم أسفر عن إصابة خمسة مواطنين بجروح مختلفة.

قرار المحكمة الجنائية الدولية يبشر بتواجد غربي جديد في افريقيا


أصدرت المحكمة الجنائية الدولية الابتدائية في لاهاي الأربعاء الثالث من مارس 2009 قرار بتوقيف الرئيس عمر حسن أحمد البشير وذلك لمسؤوليته غير المباشرة عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد مجموعات كبيرة من المدنيين تنتمي إلى قبائل الفور والمساليت والزغاوة في دارفور بعد ان كانت قد اصدرت مذكرة توقيف بحق وزير العدل للشؤون الانسانية احمد هارون و علي كوشيب قائد احدى مليشيات الجنجويد .و اعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير بان القرار مؤامرة ضد بلاده وانه لن يتوقف عن الاستمرار في تأدية اعماله. فالقرار و ان اتخذ صبغة قضائية دولية فانه لا يخرج من الاطار السياسي الواضح لخلق جبهة جديدة من التواجد الغربي الامريكي في افريقيا بعد ان يسطت نفوذها في منطقة الشرق الاوسط و قسمته ضمن خارطة جديدة .

لقد تغيرت الإستراتيجية الغربية خلال الفترة الماضية إلى مباشرة التدخل العسكري في عمق الوطن العربي والعالم الإسلامي، لكن الجديد بشأن السودان هو تغيير التكتيك وتفعيل الأدوات القانونية المنحازة للقيام بمهام الاستعمار الجديد سواء كان استعمارا سياسيا شاملا أو ضغطا مركزيا يرهن الضحية، وهي هنا الوطن القومي للسودان حتى ترضخ إرادته الشعبية وليس فقط حكومة الرئيس البشير أو المشروع السياسي ذا الاتجاه الإسلامي الذي يدعمه, هذا التوجه الذي يستمر في استفزاز الغرب لمجرد انتمائه رغم مهادنته الواسعة خاصة مع النظام الرسمي العربي المؤيد والمتحالف مع الغرب.

ان الاهتمام المتزايد للدول الغربية بالسودان لم يتمخض من فراغ لما للبلد من موقع استراتيجي الافليم الافريقي و الاسلامي عموما باعتبار ان السودان هي بمثابة القلب المركزي لافريقيا فالقاء الحجر الكبير في المياه المضطربة في الإقليم الأفريقي المحاذي للسودان وقلق الغرب من إعادة تشكله وارتباطه بأفريقيا الإسلامية التي تشكل الخرطوم قلبها المركزي، هو ما دفع لتفعيل مؤسسات الهيمنة الأميركية بألقابها الدولية المتعدد كالمحكمة الجنائية وغيرها.
لذا كان الأمر مباشرا باستهداف رأس الدولة في وضع انتقالي حساس يعيشه السودان وظروف عديدة تهيئ الوضع لحالة فوضى شاملة كالحالة الصومالية أو مواجهة واضطراب مسيطر عليه ينتهي بفصل دارفور والجنوب وتشظي الغرب والشمال السوداني، بما يعني أن الغرب الاستعماري قرر بالفعل استئناف مشروع التقسيم والشرذمة للوطن العربي ولكنه هذه المرة بدأ بالسودان.
و الى جانب مكانة السودان جغرافيا فانها تتميز كذلك بالثروة البترولية التي حركت مطامع العديد من مثل الولايات المتحدة الامريكية التي سارعت بتاييد قرار المحكمة الدولية حيث تسعى الى قلب الطاولة على المشروع الصيني النفطي الذي حل محلّها، إذ استطاعت الصين أن تحل بديلا عن الولايات المتحدة اقتصاديا في مشروع النفط، ومن خلال حماية هذه المصالح النفطية في مشاركة بكين في عملية الأمم المتحدة في دارفور بقوات حفظ السلام, وهو ما أحبط المشروع السياسي الإستراتيجي الأخير للغرب قبل اللجوء إلى المواجهة الكبرى لإجهاض حالة الاختراق الصينية للثروة النفطية العالمية، وخاصة في المحيط العربي الذي يُعتبر استقراره السياسي المُستقل بثروته عن واشنطن مشروع حرب في العقيدة الإستراتيجية الأميركية.و هو مااكده البشير خلال اجتماع مجلس الوزراء السوداني الخميسحيث فال "القرار نوع من الاستعمار الجديد يستهدف السودان وثرواته".
و بعد التخلص من بعض الرموز الاسلامية كصدام حسين يتعلة امتلاك السلاح النووي غير السلمي و تهديد العالم جاء الن دور الرئيس عمر البشير بعد جملة العقوبات الاقتصادية ليقع اتهامه بارتكاب جرائم حرب و ابادة ضد شعبه و تاجيج الاراء حوله لفصله عن الرئاسة و هي نفس الاستراتيجية في الحرب التي كان ضحيتها الشعب العراقي و استغلت ثرواته النفطية و هي نفس المطامع في السودان .
لمذكرة التوقيف اهداف ضمنية اخرى خاصة عند معرفة تاثير البشير على المنطقة و كراهيته للغرب و تضامنه مع المشروع الاسلامي خاصة في فلسطين و زيارة البشير الاخيرة الى سوريا للقاء مشعل كان له اثر واضح في تعجيل القرار
و ذلك للكف عن تاييد فلسطين و العراق و لبنان و افغانستان و الالتحاق بصف الاعتدال و الابتعاد عن الامتداد الايراني في المنطقة .و هو ما افرز تحركا غير مسبوق و اتفاق على وحدة الموقف بعد ان اختلفت في الماضي القريب حول العدوان على غزة و ذلك لشعور رؤساء البلدان العربية بالتهديد حيث عقد اجتماع طارى للاتحاد الافريفي ساندوا فيه الرئيس السوداني كما يدرس كذلك اجتماع اخر لجامعة الدول العربية فمحاكمة البشير بارتكاب جرائم حرب تنافي الانسانية يمكن ان يفتح المجال لمحاكمة العديد من القيادات العربية على خلفية ممارستها جرائم ضد الانسانية و هو ما ادى الى انسحاب 37 دولة افريقية من وثيقة التاسيس لمحكمة روما مما وضع المحكمة في مازق قانوني و دولي. كما ان أي تدخل عسكري جديد ضد السودان يمكن ان يفتح المجال للتقدم في مناطق اخرى محاذية كمصر و هو سبب التحركات المكثفة التي تقوم بها الحهات العربية لتعليق القرار او تاجيله.
ان مشروع اخضاع السودان لن يقف حتى لو عُزل البشير بإرادته فالمشروع المركزي لن يقف عند ذلك وسيفرض رؤيته على النظام الاتحادي في السودان الذي أصبح له شريك فيه هو حركة الجنوب السابقة، ليكون الحل المقبول لإنهاء الأزمة بعد سلسلة من الإجراءات والابتزاز هو إعادة تشكيل السودان بنسخة مختلفة يُحَيّد فيها الإسلام والهوية العربية ويهيئ للتجزئة الكبرى وعلاقة هذه القضية المركزية بطموح الكنائس الغربيةو هو ما تسعى اليه المعارضة من خلال الوعود التي قدمتها منها التطبيع مع اسرائيل فالقرار في هذا الوقت بالذات هو إشارة سالبة إلى فصائل دارفور المسلحة التي رحبت به أيما ترحيب، فتتمنع من الجلوس على مائدة المفاوضات مع الحكومة وتضع لذلك شروطا تعجيزية وترفع من سقف مطالبها التي كانت شاطحة حتى قبل صدور القرار.
وإذا تعطل الوصول إلى اتفاقية سلام مع الحركات المسلحة، سيتعطل تلقائيا إجراء الانتخابات العامة دون مشاركة أهل دارفور، فسيكون ذلك مدعاة لتأسيس دعوة انفصال جديدة في ذلك الإقليم، وستتحمل الحكومة في ذلك مسؤولية تاريخية لم تسبق إليها في تاريخ السودان الحديث.وقد تحتج الحركة الشعبية إذا تأجلت الانتخابات أكثر مما يجب بأن ذلك يعنى تأجيل الاستفتاء في جنوب السودان على تقرير المصير، وستكون الحكومة في ذلك الوقت في حالة من الضعف والاضطراب لا تملك معها من أمرها شيئا ولا تستطيع أن تفعل شيئا حيال تلك الخطوة اللادستورية، وعندها ستبدأ المشاكسة وربما القتال بين الشمال والجنوب.
يعتبر قرار المحكمة الجنائية الدولية سابقة على اعتبار صدور مذكرة توقيف بحق رئيس يزاةل مهامه و ينبا رفض الحكومة السودانية هذا القرار بامكانية التصعيد من خلال احالة الملف على مجلس الامن لتطبيقه و بذلك سيكون انتشار جديد في المناطق الاسلامية الاستراتيجية .

vendredi 20 février 2009

متى سيتوحد اتحاد المغرب العربي ?

احتفلت دول المغرب العربي هذا الأسبوع بعشرينية اتحاد المغرب العربي الذي ظل بعيدا عن التطبيق و لم يستطع
الارتقاء إلى المستوى المأمول منه من خلال تركيز وحدة على جميع الأصعدة بين بلدان المغرب العربي و خاصة منها الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية.
منذ سنة 1989انشا اتحاد المغرب العربي و كان نتاجا لوعي بضرورة خلق وحدة جغرافية و سياسية و اقتصادية واجتماعية و ثقافية يمكن أن تساعد هذه البلدان على تكوين قوة تواجه عديد القوى مثل الاروبية إلى جانب خدمة المصالح المشتركة في الجانب الاقتصادي خصوصا و بعد مرور سنوات لم يحقق المغرب العربي أيا من أهدافه المنشودة إلا استثناءات قليلة و اصطدم الاتحاد بعوائق حالت دون مفعوليته من أبرزها قضية الصحراء الكبرى بين الجزائر و المغرب فكلا البلدين يتمسكان بحقهم في تلك المنطقة و تفاقمت الأزمة مع عجز دول الجوار في حل هذه المسالة و أصبح البلدين في تباعد و جفاء و هو ما اثر طبعا على تقدم الاتحاد فكيف يمكن أن نتحدث عن اتحاد مغاربي و ابرز الدول فيه في حالة جفاء ?
نجحت بعض الدول مثل تونس و ليبيا في تحقيق شراكة و تفاهم من خلال الاستغناء عن جوازات السفر في التنقل البري بين الدولتين و ألغيت بذلك الحدود الجغرافية و هي خطوة متميزة و لها إيجابياتها على المدى القريب و البعيد و كان من المحبذ لو طبق هذا النموذج على بقية دول الاتحاد لحاجته الماسة له كما هو حاصل في الاتحاد الاروبي و هو ابرز مثال لنجاح هذا المشروع على جميع الأصعدة وما المكانة التي يحتلها اليوم الاتحاد الاروبي في العالم سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا إلا نتاج لوعي هذه الدول بضرورة تحقيق الوحدة لمواجهة التكتلات الأخرى لان ما تستطيع أن تحققه المجموعة أكثر مما يحققه الفرد.هذا التباعد لم يكن وليد اللحظة بل سبقته عديد المؤشرات مثل الاستغناء عن النشرات الإخبارية للبلدان المغاربية في عدة قنوات و هي نشرة تساعد على تحقيق التقارب الثقافي خصوصا و تجعل المشاهد دائم الإطلاع على أخبار دول الجوار دون الالتجاء إلى القنوات الأخرى التي يمكن أن تقع في تحريف الأخبار لما يساعد مصالحها فدور الإعلام هام جدا في تحقيق التقارب و في مساعدة الاتحاد على التوحد الفعلي و الخروج من الشعارات على الورق كما للأطراف الأخرى أيضا مسؤولية في تقريب وجهات النظر وتحقيق ما وعدت به من وحدة لان في الاتحاد قوة ...فمتى سيتوحد المغرب العربي
?

إيران تطلق أول قمر صناعي محلي الصنع

نجحت إيران في إطلاق أول قمر صناعي للأبحاث والاتصالات يدعى "أوميد" من تصنيعها باستخدام صاروخ (سفير-2) ويعد هذا القمر هو أول قمر صناعي لإيران محلي الصنع يطلق إلى مدار حول الأرض و اعتبرته إنجازا آخر في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل الأمم المتحدة.
وقال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إن إطلاق الصاروخ جاء بهدف نشر "الإيمان والسلم والعدالة في العالم" بينما قال وزير خارجيته منوشهر متكي إن القمر الصناعي هو فقط للأغراض السلمية وان من حق كل الدول الاستفادة من هذه التكنولوجيا.
وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني محمد سليماني قال " "هناك الآن أربعة أقمار أخرى يصنعها خبراء إيرانيون" دون أن يدلي بتفاصيل بشأن مواعيد إطلاقها. وقال "ستعلن تفاصيل هذه الأقمار الأربعة بعد الانتهاء من إعدادها." وأضاف أن إيران "ستحاول زيادة وزن وارتفاع الأقمار التي ستطلق" بعدما تم إطلاق" أوميد".
يشار إلى أن القمر الصناعي أوميد "الأمل" الذي أطلق بينما تحتفل إيران هذا الشهر بالذكرى الثلاثين لثورتها الإسلامية عام 1979 هو لأغراض البحث والاتصالات، ويمكن للصواريخ البعيدة المدى العابرة للقارات التي تستخدم في وضع الأقمار الصناعية في مدارات حول الأرض أن تستخدم أيضاً لإطلاق الأسلحة وأن كانت إيران تقول أنها لا تنوي القيام بذلك.

و يحمل القمر الصناعي أوميد معدات لاختبار السيطرة على القمر الصناعي ومعدات للاتصالات ومعدات رقمية وأنظمة إمداد الطاقة، وكان إيران لديها بالفعل قمر صناعي في مدار حول الأرض هو "سينا 1" لكنه أطلق عام 2005 بصاروخ روسي.
وأثار نبا إطلاق إيران القمر الصناعي مخاوف في الغرب من أن يستخدم لإطلاق صواريخ بعيدة المدى، ربما برؤوس نووية. و أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء إطلاق إيران لأول قمر صناعي حيث ترى أن الكثير من التقنيات التي تتضمنها هي ذاتها المستخدمة في الصواريخ الباليستية طويلة المدى. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس إن "هذا العمل لا يقنعنا أن إيران تتصرف بمسئولية لتقدم الاستقرار أو الأمن في المنطقة".
كما عبرت فرنسا وبريطانيا كذلك عن قلقها بينما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إنه يرى إن إطلاق القمر الصناعي الإيراني وفر ذريعة لتشديد العقوبات ضد طهران.
أما رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف فلم ير في إطلاق القمر الصناعي الإيراني مبرراً للقلق، معتبراً أن "هذا النجاح مطروح للاستهلاك السياسي الداخلي".وأوضح مارغيلوف أن هذا لا يمثل طفرة جديدة في برنامج إيران النووي وإنما يؤكد حق إيران في عضوية منظمة التعاون الفضائي لبلدان منطقة آسيا والمحيط الهادي، وهي المنظمة التي تم تأسيسها في العام الماضي
.

vendredi 13 février 2009

"اردوغان عظيم الإنسانية"


حضر اردوغان مؤتمر دافوس الاقتصادي الذي احتضنته سويسرا و جلس بجانب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز
يستمع لمحضرته حول مشروعية الحرب ضد شعب غزة و استباحة قتل الآلاف بدعوى توفير الأمن موجها السؤال إلى اردوغان قائلا «ماذا كنتم ستفعلون لو كانت الصواريخ تسقط على أراضيكم كل يوم» إجابة رئيس الوزراء التركي كانت في مستوى الرد المطلوب متهما إياه بارتكاب جرائم حرب بتعلة الأمان لشعب يهوى الحروب و قتل الأبرياء.استشاط اردوغان غضبا و غادر القاعة تاركا وراءه عمرو موسى يتخبط و لكن بان غي مون أنقذه من هذا كله عندما أشار إليه بالجلوس في مقعده و هي صورة تجسد نموذج من أحوال العرب المأمورين الذين يخجلون و يصمتون في حضور أسماء من كبرى الدول.
قدم اردوغان درسا في العروبة و العزة للحضور و لكنه بعث أيضا رسالة ضمنية إلى الزعماء العرب الذين فشلوا في عقد قمة طارئة و الاجتماع في وقت العدوان على غزة و دعاهم إلى المدافعة عن قضيتهم و عدم الاستسلام للمصالح الاقتصادية و عقد التطبيع سعيا إلى كسب الرضا الأمريكي أو غيره.
لم يكن موقف اردوغان نابع من فراغ بما أن هناك مساندة شعبية لموقفه و ما الاستقبال الذي حضي به عند عودته من المؤتمر الأخير دليل على ذلك إلى جانب المظاهرات المليونية التي خرجت منددة بجرائم إسرائيل زمن العدوان و كانت تحركات المسئولين في مستوى و متطلعات الشارع التركي خلافا لأغلبية دول العالم العربي و التي إذا سمح بالتعبير عن غضبها في بعض البلدان لا يسمع مسيروها صوت شارعهم مكتفين بالتنديد و إرسال المعونات البسيطة إلى شعب يدمر بقنابل الفسفور الأبيض جوا و بحرا و برا عبر معبر رفح المغلق على مدى ال24 ساعة بدعوى عدم سماح إسرائيل بمرور المساعدات كما لو أنها هي على الجانب الآخر من مصر و ليس غزة.تركيا و فنزويلا على الرغم من عدم انتمائهم إلى العالم العربي كانوا أكثر عروبة من العرب بطردهم السفراء الإسرائيليين من بلدهم رغم ما قول البعض بان هناك مصالح لتركيا و هذه البلدان من خلال تيني هذا الموقف فمرحبا بهذه المصالح الاقتصادية إذا كانت تتبنى هذه المواقف و لذلك تسمع الشارع العربي اليوم فرحا بهؤلاء القادة حزينا على آخرين تشبثوا بكراسيهم و مناصبهم و رموا فلسطين و مقدسات الأمة فان لم تقدر غزة اليوم على جمعهم و توحيد كلمتهم فلن يأتي يوم آخر يمكن أن تتوحد فيه الآراء العربية إلا إذا وجد اردوغان ثان في المنطقة العربية حدث يمكن أن يطول لكن ليس بيدنا حيلة غير الانتضار.

vendredi 6 février 2009

غزة بين الهزيمة و الانتصار


بعد 32 يوما من العدوان على غزة قررت الحكومة الاسرئيلية وقف الآلة العسكرية عن ضرب التراب الفلسطيني
بعد أن ألحقت دمارا كبيرا و خسائر مادية وبشرية جسيمة مدعية أنها حققت أهدافها المعلنة و توصلت إلى الانتصار لكن ما تبرزه الحقائق الميدانية يقول عكس ذلك تماما فحماس هي من خرجت مستفيدة و حققت نصرا ميدانيا مفاجئا للجيوش الإسرائيلية.
فعلى الصعيد الميداني مارست إسرائيل كل أساليب الهجوم البري و البحري و الجوي في قصف غزة و تدميرها و لما عجزت عن إيقاف صواريخ المقاومة أعلنت تقدمها البري و لكنها بقيت بعيدة عن المدينة على الرغم ما استعملته من عتاد عسكري كبير وصل إلى حد استعمال الأسلحة المحرمة دوليا كقنابل الفسفور الأبيض مثلا و بقيت الصواريخ تتساقط على إسرائيل إلى آخر يوم من العدوان و لذلك فان ما أعلنته من هدف هذه الحرب و هو إيقاف صواريخ المقاومة لم يتحقق أبدا.
إلى جانب هذا فان فصائل المقاومة و على رأسها حماس ألحقت أضرارا جسيمة بالجيش الإسرائيلي في الالتحامات البرية وصلت إلى ما يقارب 150 بين جريح و قتيل بينما اقتصر عدد القتلى في صفوف المقاومة إلى حوالي 60 مقاوما فقط على الرغم من قلة العتاد العسكري و محدوديته فقد حققت في 22 يوما ما عجزت عليه الجيوش العربية بأكملها سنة 1967 و التي انهزمت في 6 ساعات فقط.
و من جانب آخر فقد اثر هذا العدوان سلبا على صورة إسرائيل في العالم من خلال فضاعة المجازر و القتل العشوائي للمدنيين و تحركت عدة شعوب دول و نددت بما تفعله إسرائيل من مجازر و هو ما عزز الموقف الفلسطيني و حماس خصوصا التي زادت شعبيتها في كل العالم خاصة البلدان الإسلامية و العربية و منحت تأييدا غير مسبوق و مساندة شعبية لصمودها في وجه ثاني اكبر جيش في العالم بل و استطاعت أن تجمع ملايين المساعدات المالية لتعيد ما هدمته الآلة العسكرية الإسرائيلية و تبقى رمزا للمقاومة الباسلة.إن الحديث عن انهزام غزة في هذا العدوان على أساس عدد القتلى لا يعد إلا تضليلا للحقيقة و انسياق في الانهزامية التي تلازم أفكار بعض الناس فالانتصار لا يحسب بعدد القتلى أو الجرحى و إنما بما تحقق من أهداف على الميدان